Compte-rendu de soutenance de mémoire
de Mastère de
recherche en Didactique de l’histoire
______________
Sujet : تمثّلات تلاميذ
المدارس الابتدائية لمادة التاريخ: الرواية والزمن والمجال
Candidate : Khamissa Henchiri
Directeur de
recherche : Pr Mokhtar Ayachi
Lieu : Institut Sup. de l’Education & de la Formation
Continue (Univ. Virtuelle de Tunis)
Date : 28 Septembre 2017
Mention : Bien
************
يمثل موضوع هذه المذكرة حول "تمثلات تلاميذ المدارس
الابتدائية بالنسبة للرواية والزمن والمجال" في التعامل مع المادة التاريخية،
محاولة طريفة للوقوف على وضع تدريس هذا المجال المعرفي بالتعليم الابتدائي.
يحتوي هذا العمل، من فئة 168 ص (منها 40 من الملاحق
والفهارس) على 3 أجزاء أو أقسام :
- القسم الأول وبه التشخيص الميداني لواقع تدريس
مادة التاريخ بالأقسام النهائيّة للتعليم الابتدائي ويتناول موقع مادة التاريخ من
المواد الاجتماعية الأخرى المدرّسة في مستوى مجال التنشئة الاجتماعية حسب البرامج
المدرسية الرسمية وكتاب التلميذ. كما يتناول هذا القسم محتوى وأهداف هذه المادة
المدرسة بالتعليم الابتدائي (القسم الخامس والسادس)
كما تم التركيز كذلك على واقع الهوة بين التوجهات
الرسمية التربوية والممارسات الميدانية داخل الفصل والتي تتجاهل التمثلات
الاجتماعية للتلاميذ حول المادة المدرسة ويضاف أيضا كثافة المادة وهيمنة المقاربة
الكرونولوجية السردية مع عدم تخصص المدرس وتهميش سلطة الإشراف للمعرفة التاريخية
بجداول أوقات التدريس.
- يحتوي
القسم الثاني للبحث على الإطار النظري للمعرفة العالمة أو ما وصلت اليه البحوث
المختصة في هذا المجال للتمثلات التلمذية لمادة التاريخ بمستوى التعليم الابتدائي.
كما يتناول هذا القسم تحديد المصطلحات المستعملة بالبحث وأهمية التّمثلات بالعملية
التعلّيميّة/التعلميّة من خلال التوجّهات التربويّة الحديثة.
- يعالج القسم الثالث بالبحث الميداني الفرضيات المعلنة
ببداية العمل معالجة تحليلية للوقوف على نتائجها، مرورا بمعطيات البحث وظروف
اعداده بالتركيز على موضوع تمثلات التلميذ للزمن والرواية والمجال الجغرافي–التاريخي.
وقد أثبتت هذه المقاربة الميدانية والملاحظة أو المرافقة الفصلية المعتمدة من طرف
الباحثة المترشحة جملة من النتائج تم الإعلان عنها تباعا بخاتمة البحث.
*************
بررت
الطالبة الباحثة اختيار موضوع عملها بجملة من الملاحظات أهمّها :
- اثبات الدراسات النفسية والتربوية أن تلاميذ الأقسام الابتدائية
يأتون للمدرسة محملين بتمثلاتهم الاجتماعية حول التاريخ بمكوناته الثلاث: الرواية
والزمن والمجال وأن مادة التاريخ بها العديد من المصطلحات يصعب استيعابها من قبل
طفل دون 12 سنة،
- كثافة المادة المبرمجة وامتدادها على فترة من الزمن
الطويل جدا تبدأ من 8.000 سنة قبل الميلاد... فالموضوع هذا يتجاوز دراسة التاريخ
الى فترة "ما قبل التاريخ"،
- كيف يقبل ذهن
تلميذ العشر سنوات و12 سنة مثل هذا الزخم من المعطيات التاريخية المجردة عبر زمن
يصعب تمثّله حتى من طرف الكهول من خارج أصحاب الاختصاص.
- ان الأساليب والطرق المتّبعة في تدريس هذه
المادة، والتي لازالت تقليدية في جانب كبير منها، لا تساعد الأطفال على بناء
معارفهم.
كل
هذه المعطيات تمثل حواجز تعلمية تحول دون تملك التلاميذ لمعارف تاريخية موضوعية وتجعلهم تابعين لتمثلات ذات الأشكال
الجاهزة التي تروّج لها البيئة الاجتماعية والأسريّة تحت تأثير الثقافة
الاستهلاكية التي تبثها وسائل الإعلام...
فمن
أجل النهوض بمواد التنشئة الاجتماعية التي تصنع المواطنة، تحاول هذه الدراسة الكشف
عن طبيعة تلك التمثلات التلمذية حول الرواية والزمن والمجال بهدف مساعدة تلاميذ
المرحلة الابتدائية على فهم الحاضر واستشراف المستقبل. وبالعودة الى البرامج
الرسمية والكتب المدرسية نجد أن الأهداف التي رسمت لتدريس مادة التاريخ في المرحلة
الابتدائية تأكد على كفايات الفهم والنقد وبناء المواقف المعللة. لكن من خلال تفحص
التقييمات والاختبارات تبيّن عدم بلوغ المقاصد المعلنة لصعوبة فهم التلاميذ
للمصطلحات التاريخية وسيطرة تمثلاتهم الذاتيّة على كتاباتهم.
- فما هي طبيعة هذه التمثلات وعلاقتها بالخرافة
والأسطورة ؟
- وهل يستطيع تلميذ الابتدائي استيعاب مختلف الحقب
التاريخية من فترة ما قبل التاريخ الى نهاية القرن العشرين من دون حتى التركيز على
عامل "الاستمرارية الزمنيّة" ؟
- وهل تولي برامج التنشئة الاجتماعية، ومادة التاريخ
بشكل خاص، الاهتمام بملكة الفكر وإعلاء سلطان العقل على سلطان النقل ؟
- هل تساهم بطريقتها في تكوين مواطن المستقبل، بصفته
محور "العمليّة التربويّة" ؟
لكن،
مع الأسف، لم تعبّر كل فرضيات العمل بصفة مباشرة على اشكالية البحث، بل تناولت
مواضيع نسبيا بديهية من نوع :
- الفرضية الأولى: التمثلات الاجتماعية لتلاميذ المرحلة
الابتدائية تؤثر في فهمهم للتاريخ بمكوناته الثلاث : الرواية والزمن والمجال،
- الفرضية الثانية : التمثلات الاجتماعية لتلاميذ
المرحلة الابتدائية المتشبّعة بالأسطورة والموروث العربي الإسلامي تؤثّر في فهمهم
للتاريخ،
- الفرضية الثالثة : الممارسات الميدانية خارج الفصل لها
لها تأثير في تملك التلاميذ لعديد المهارات الفكرية والذهنية لفهم التاريخ. بينما تتناول
الفرضية، في الواقع، تأكيدات وقتيّة ذات طرافة علميّة.
فما
هي اذن أهم النتائج التي توصل اليها هذا العمل ؟
1 – هنالك هوة كبيرة بين انتظارات البرامج الرسميّة من
تدريس التاريخ وواقع تدريس تلك المادة فعليا،
2 – هنالك جزء هام من التلاميذ يعتبرون التاريخ مادة
جيّدة ومفيدة للتثقيف والمطالعة، لكن هذا الوعي ظل سطحيا عند أغلبهم في ظل منهجية
تدريس تلقينيّة لا توقظ عندهم الفكر النقدي الذي يمكن أن يساعد على التمييز بين
الخرافة والأسطورة والتاريخ،
3 – ان التاريخ عند تلاميذ الابتدائي هو عبارة عن روايات
متقطعة بدون رابط بين مختلف الفترات في تحقيبهم الزمني (غياب الاستمرارية الزمنية)
نظرا لتأثير الأسطورة والتصورات الاجتماعية لديهم والتي يعتبرون أو يعتقدون أنها
حقيقة مطلقة،
4 – استمرار اعتماد المدرسين للدّرس التّلقيني لتمرير أكثر
عدد ممكن من المعلومات التاريخيّة،
5 – ظلّت الوسائل البيداغوجية المعتمدة داخل الفصل
تقليدية تتمثل في الكتاب المدرسي والسبّورة وبعض الخرائط القديمة (ان وجدت) في
غياب استعمال الوسائط الرقميّة أو القيام بالزيارات الميدانية. هكذا بقيت المعرفة
التاريخية هزيلة أمام رسوخ التمثلات الاجتماعية للتلاميذ الذي يعتبر أغلبهم أن
الفترة التاريخية قبل انتشار الإسلام في تونس (أو افريقية) هي فترة
"الجاهلية" رغم غياب هذا المصطلح في الكتاب المدرسي أو البرامج
المدرسية.
أما
الإنتظارات التعلّمية لهذا العمل الذي يهدف الى المساهمة في النهوض بواقع تدريس
مادة التاريخ بالمدرسة الابتدائية فتتمثّل في :
-
اقتراح تكوين متاحف مدرسية مثلما كان موجودا في فترة تاريخية سابقة قبل وبعد
الاستقلال، نظرا لمدى تأثيرها على الأطفال في بناء الإشارات (repères) التاريخية عندهم عبر جمع الشواهد المختلفة...
-
تفعيل الزيارات الميدانية التي نصّت عليها البرامج الرسميّة كرافد أساسي في عملية
التعليم والتعلّم،
-
تنظيم حلقات تكوينيّة ودروس شاهدة خاصة بمادة التاريخ للرفع بواقع التكوين عند
المعلمين،
-
مراجعة الكتاب المدرسي للحد من زخم المعلومات ومن طول الفترة الزمنية المدروسة مع
تعديل البرامج الرسمية،
-
استثمار التمثّلات الاجتماعية في بناء معرفة تاريخية علمية بالاعتماد على منهجية
تهدف الى استجلاء حقيقة الماضي لفهم الحاضر ولما لا لاستشراف المستقبل في اطار
الاستمرارية الزمنية وليس مجرد تمجيد الأجداد في غياب أي مشروع مجتمعي.
فأين
حقيقة هذا العمل من كل الملاحظات الواردة آنفا، أي علاقة للفرضيات المعلنة بالاتجاهات
التي أخذها البحث (يمينا وشمالا)، عوض التركيز فقط على تمثّلات الزمن
والرواية والمجال لدى التلاميذ مثلما
هو معلن بالعنوان وكيف كان ذلك يمثل حواجز تعلّميّة في التعامل مع التّصرف في
المادة التاريخية وتملّكها.
هنالك العديد من
الملاحظات الأخرى ومن أهمها :
-
محدودية المراجع المختصة الواردة بالعمل،
- لم
يتم احترام ترتيب المراجع حسب المنهجية المعتمدة بالبحوث الأكاديمية،
- لم
تأت الصور المرفقة بالملاحق واضحة أو بالألوان حتى تكون أكثر تعبيرا،
- لا
توجد آفاق بخاتمة العمل تعلن عن تواصل التفكير في مشروع البحث.